دماءٌ ساخنةٌ
لقد جرَّبتُ من سكبِ الدموعِ
وما لاقيتُ من تحتِ الضلوعِ
سوى دمعٍ جرى في الخدِّ طوعًا
فعانق وجنتيَّ من الخشوعِ
فيُشرِعُ همُّهُ في كلِّ قلبٍ
ليدخلَ مهجتي قبلَ الشروعِ
فإن تصدع على الخدَّينِ بدءًا
فلم تأمر به غيرَ الصدوعِ
فليتَ الذاهبين إلينا آبوا
فقد حنَّ الفؤادُ إلى الرجوعِ
سَيُسرِعُ نبضُنا إن حلّ ضيفٌ
فَنُقعدُهُ على نبضٍ سريعِ
ونرفعُهُ على الهاماتِ حتى
يحلَّ بهامةِ الخُلُقِ الرفيعِ
فننشرُ من شفيرِ القلبِ حبًا
كما يجري الجمالُ من الربيعِ
ألم تشعر بما ينسابُ منّا
لِما يغلي من القرحِ الوجيعِ
فقد ضربت أيادي الغدرِ أهلًا
لتُسقطَ مرضعًا قبلَ الرضيعِ
تضرعنا بربِّ الكونِ حتى
يذوقَ الخصمُ من ذاكَ الضريعِ
فقد آلوا إلى الشنآنِ لمّا
توسدنا على الحصنِ المنيعِ
وإذ خلعوا بيومِ الضيمِ وجهًا
فكان الوجهُ من نسلٍ خليعِ
فإن فجعوا هنالكَ أمنياتٍ
فإنّا لا نميلُ إلى الوقوعِ
فذاعَ العرفُ من فيضِ المنايا
وصبَّ المسكَ من جرحٍ ذيوعِ
هم خشبٌ مسندةٌ كأن لم
يمرَّ الماءُ في تلك الجذوعِ
يعيثون الفسادَ بكلِّ حيٍّ
فسال الدمّّ من كبدِ الربوعِ
لِمَا سقطت على البطحاءِ منّا
فخالطَ دمُّنا روعَ الزروعِ
ولكنّا على الرمضاءِ صرنا
كذي ذهبٍ بلمعٍ أو سطوعِ
فلا نرضى بغيرٍ العزِّ خلًّا
فإنّا لا نرومُ إلى الخنوعِ
ولكنّا اعتصمنا في شديدٍ
هو القاضي على تلك الجموعِ
ستعلمُ عندَهُ من كانَ فينا
على إثمٍ واجرامٍ شنيعِ
فأقِبح بالايادي حين تبغي
وما آلت إلى سوءِ الصنيعِ
يفجّرُ نفسَهُ تبّت يداهُ
وتبَّ الصنعُ في الفعلِ المريعِ
ستلقانا كذي جبلٍ أصمَّ
فنحنُ الطورُ في الجبلِ المنيعِ
ولم تسقط سوى الأحجارِ منه
إذا هزَّ القوائمَ للجميعِ
ليثبتَ من تراهُ اليومَ صُلبًا
ويهوى الذيلُ من جنبِ الوقيعِ
ليوثُ الغابِ قد دووا زئيرًا
فهذي الأُسدُ من ولدِ السبيعِ
فأوقدنا بليلِ الحزنِ نارًا
فقامَ الصبحُ من تلكَ الشموعِ
فإن قُتلَ الأطايبُ من بلادي
فقد حملوا الرسالةَ كاليسوعِ
بقلم سيد حميد من بحر الوافر
الثلاثاء/ ٢٦/ ١/ ٢٠٢١
تعليقات
إرسال تعليق