مسودةُ الحب
حزنٌ عميقٌ باتَ خلفَ البابِ
مَنَعَ السعادةَ بالّلظى والنابِ
حتى حبيبَ القلبِ اغلقَ بابَهُ
سَمعَ النحيبَ على صدى الأبوابِ
أيغيبُ عنّي دونَ أيِّ ذريعةٍ
حُكمُ البلى بينَ الرزى والغابِ
في غربةٍ نشأ الفؤادُ ولم يزل
متوسّدًا همًّا مع الأغرابِ
وجَلبتني تُسدي عليَّ بكربةٍ
حتى كسوتَ القلبَ كالجلبابِ
وببسمةٍ تاهت عليَّ وسيلتي
متعثرًا في القضمِ والأنيابِ
فسببتُها دنيا تميلُ على الفتى
لولا عنايتُها بذي الأسبابِ
لم تكترث تُضفي كثيرَ عنايةٍ
ذق يا كريمُ بأجودِ الألقابِ
فعقوبَتي حبٌّ توسَّدَ في الثرى
وارتدَّ محبوبٌ على الأعقاب
شنباءُ صافيةٌ بغيرِ تَجمُّلٍ
أودت لحاظَ العينِ بالأشنابِ
تلك اللحاظُ عرفتُها ودرستُها
ميمونةٌ نالت من العزّابِ
فبها الفؤادُ فقد شُفي من كربةٍ
واستبرأت مهجٌ من الأوصابِ
واحدودبت مقلي ولكن عندها
ظلَّ الهوى يمشي على احديداب
يبقى الهوى سلبًا بغيرِ حبيبةٍ
إن غابَ أو أنأى بلا إيجابِ
طبطابةٌ ضربت جميعَ تولّهي
ريحٌ دنت مني ومن أطيابي
فلزمتُ نافلةً وبعضَ توَدَّدٍ
اتلو صلاةَ الحبِّ في استحبابِ
مستغفرًا ذنبي الذي قارفتُهُ
حتى وسِمتُ اليومَ بالتوّابِ
في جملةٍ رُفعت ولم تُنصب بها
هي هكذا شذت عن الإعرابِ
وهناك طابورٌ يقدِّمُ أهلهُ
شعرًا من المجنونِ والسيّابِ
ووجدتني من دونٍهم اسعى إلى
أمرٍ من الإنكار والإضرابِ
لأذيعَ ابياتي التي سجلتُها
شيءٌ من الإكثارِ والاسهابِ
وأعيد أبياتي على أوراقها
تلكَ القصائدُ روّها استكتابي
متدليٌّ غصنُ القصائدِ ها هنا
فأُحيطَ من ثمرٍ ومن أعنابِ
وأحيطَ من وردٍ تلفلفَ حولَهُ
واخضَرَّ من وجدٍ ومن حبحابِ
ليروقَ لي حرفٌ تغنّى باسمهِ
زهرُ القرنفلِ غاصَ في اعشيشابِ
متقطِّبٌ من حاجبيهِ كأنّهُ
لم يدعني يومًا إلى استقطابِ
فأمرتُهُ حذوي ونبذَ وسيلةٍ
ليتوبَ من شركٍ ومن أنصابِ
أوهبتُهُ قلبي فأمسكَ لحظةً
هي من عيوني السودِ في إيهاب
ليثيبَ ما يعطي بغيرِ مقابلٍ
وأنا الذي جُردّتُ من أثوابي
وأنا بلبّكَ ما أزالُ منعّمًا
حقلٌ تزيّنَ من وشي اللبلابِ
أعجبتَ من حبي فذاك ذكرتُهُ
لمّا رميتَ القلبَ باستعجابِ
فأراك لا ترضى تجوبُ بمهجتي
فلعبتَ في قلبي وفي أعصابي
بقلم سيد حميد من بحر الكامل
السبت/ ٢٣ / ١ / ٢٠٢١
تعليقات
إرسال تعليق