معاريجٌ لغد


عرجتُ بمهجتي قبلَ السجودِ 
إلى ربٍّ لهُ ما في الوجودِ

تخطّيتُ العوائقَ وهي تترى 
فلا من عائقٍ أو من حدودِ

فما أحلى التفاني في إلهٍ
فقد أوفى لنا كلَّ العهودِ

أرى في الكونِ من صنعٍ بديعٍ
يشيرُ بهيبةٍ نحو الحميدِ

تأكّدَ خافقي في كلِّ نبضٍ
بقدرةِ خالقِ  الخلقِ الفريدِ

ترى في الأرضِ من حبٍّ وعصفٍ
فأُنشأنا على حبٍّ نضيدِ

وأنهارٌ تزمجرُ حيث يُلقى 
حبابُ الماءِ من ضربِ شديدِ

جبالٌ أُلبست ثوبَ الثريّا 
فكانَ البُردُ من ذاكَ الجليدِ

فمدت في الثرى جذرًا عميقًا
لتثبتَ في مهبٍّ أو مُميدِ

فلم تبنَ بضعفٍ أو تراخٍ
ولم تبنَ بأعياءِ الجدودِ

ولن تبنى بآلاتٍ وأيدٍ
ولن تبنى بنقصانِ الحفيدِ

تعدّدتِ الخلائقُ واستقلّت 
فكان البونُ في الجمِّ العديدِ

يطيرُ النحلُ كي يأتي بشهدٍ
فقد أصغى لإيحاءِ الشهيدِ

وأنتَ اليومَ لا تدري بشيءٍ
سوى جمعٍ وإعدادِ الثريدِ

أليسَ بخلقِنا إبداعُ أيدٍ
أيادي اللهِ في الخلق العديدِ

فنخطو في خطانا نحو ربٍّ
فما أحلى التقدّمَ في الصعودِ

فاجهادُ النفوسِ إليه أحلى 
فطابَ الفعلُ من تلكَ الجهودِ

فإن ينمو على المهجاتِ دينٌ
فليسَ الخيرُ إلّا بالجدودِ

فذا سدٌّ ستتركُهُ المعاصي
ولا ماءٌ ترى بعدَ السدودِ

فإياكَ التخبطَ في ظلامٍ
وإياك المسيرَ على الكؤودِ

ستفزِعُكَ المخاطرُ حيث تمشي
فتُرمى بالمصائبِ والرعودِ

ألم تعلم بأنَّ النفسَ تخطو 
إلى ذاتِ المهالكِ واللحودِ

لذاكَ اليومِ يُضرمُ من لهيبٍ
ويُجمعُ من حصًى أو من وقودِ

فلم ينفع بذاك اليومِ جيشٌ
ولم يُدفع بتعدادِ الوفودِ

فلا تصبح بتلكِ النارِ كبشًا
ولا ترمِ إلى ذاكَ الخلودِ

فمن غيّ افق لا بل تمطَ
وخلّي النفسَ من سجنِ الرقودِ

سيُحرقُ في مهبِّ النارِ وجهٌ
ويُشوى الجيدُ من بعدِ الخدودِ

وتشهدُ أرجلٌ حتى تراها 
بذاكَ اليومِ من ضمنِ الشهودِ

يُبدّلُ في عذابِ النارِ جلدٌ
فساءَ العيشُ من حرقِ الجلودِ

ويُسحبُ في مكبِّ النارِ لغدٌ
فذابَ الوجهُ من فوقِ اللغودِ

ولكن تستطيعُ تفادي أمرٍ
يكونُ الناسُ كالحبلِ العصيدِ

وتنجو من هلاك النفسِ حتى 
تكونَ بزمرةِ الماحي السعيدِ

تذكّر أنّها الدنيا فامسك 
باطرافِ النبي الهادي العضيدِ

فردّد في الصلاةِ على اسمِ طه
ليبقى في فؤادكَ كالنشيدِ

فإن تلقَ النجاةَ بيومِ حرٍّ
فما أحلاهُ من بشرٍ وعيدِ

بقلم سيد حميد من بحر الوافر 
السبت / ١٣ / ٢ / ٢٠٢١

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دعوتك يامولاي