أو بعد مانامت همومك بعتني


أسفي عليكَ  كيفَ  مني تضجرُ
وأنا   التي  للذنبِ  منكَ   أغفرُ

أوبعدَ ما نامتْ  همومكَ بعتني
والأمسُ يشهدُ  والليالي تنظرُ

من  أنني بين  العبادِ  جميعهم
مَنْ كنتُ في نيرانِ قلبي أُبحرُ

وأداويَ  الجرحَ  المُلبدِ بالأسى
بحنانِ  مني وانتَ  حباً  تُغمرُ

وتقولُ لي: ما لي بدونكِ راحةٌ
يا من أتيتِ  مثل فجرٍ  يخطرُ

أينَ الشعور  وأينَ ما حدثتني
ذهبَّ الودادُ  أم أنكَ  لا تشعرُ

بعدَ  الشفاءِ من  العناءِ وويله
كافآتني  بالصَدِّ   عمداً   تُنكرُ 

وبذا تجازي عشرتي ومحبتي
حسبي عليكَ من عليكَ يقدرُ

أنسيتَ يوماً  بالدموعِ  ملئتهُ
تبكِ الصحابَ كيفَ عليكَ تغيروا

وبأنهمْ  خانوا  الصداقةَ   كلهم
حينَ سقطتَ مثل حمرٍ ينفروا

ومسكتَ كفي والشموعُ نحيبها
نقشٌ كما  نقشُ  المكرب  حميرُ

في  خافقي  أطفأتها  ووعدتكَ
ألا   أكونَ  كمنْ   سبقني   أغبرُ

ويظلُّ   وردي    يانعاً    بستانهُ
مهما  لقيتُ  من   همومٍ  تكسرُ

أسفي   ويا أسفاً   مراراً   قلتهُ
من يزرعُ الشوكَ  دماءً  يحصرُ

ولقد زرعتُ مودتي في ضاحلٍ
أو أرض  بورٍ  لكل شيءٍ  تصهرُ

لا تأمننَ  الوقت  ولا حكيٌ  أتى
بلسانِ    كذبٍ    للمحبةِ   يظهرُ

ثمَّ   إذا    أخذَ   الذي   في   بالهِ
مستنفذاً    وعائداً    كي   يجمرُ

رمى  بمن  قد  كان  أمساً  عشقهُ
وللبديلِ   على    عجالةِ   يُحضِرُ

إني   أراهُ   اليَومَ   خارجَ   قلعتي
فبنيتُ   وحدي    قلعةً   لا تُفْطَرُ

إذهبْ   لغيري  فالزمانُ   مراحلٌ
وإليَّ   تأتي  يومَ   قلبكَ   يُهْجَرُ

في حينها لن يلتفتْ لكَ مرمشي
فلقد  سقطتَ وفي غروركَ  تُقبرُ
...................

د. هزار محمود العاطفي
اليمن

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دعوتك يامولاي