إئتلافٌ واختلاف

سترتَ الحبَّ في بدءِ التجافي
وزيدّتَ القطيعةَ في الخلافِ

وملَّ القلبُ من هشٍ ونشٍ
وملَّ هناكَ من كثرِ الطوافِ

نسيتَ بأنّني أرعى فؤادًا
فلم تأمر ودادك باعترافِ

بآي الحبَّ لم تبعث رسولًا
ولم تأذن بُعيدَكَ بانصرافِ

عطفتَ بمهجتي من كلِّ عطفٍ
ولكنَّ الحقيقةَ بانعطافِ

ستروي مقلتي بالدمعِ حصرًا
فسالَ الدمعُ من بعدِ الجفافِ

فاصبحنا بمنزلقٍ فهيّا 
نقيمُ الأودَ في كلِّ الضفافِ

سأعلنُها فلا تكتم علينا 
فبانَ العشقُ من خلفِ الخوافي

كسرتَ عَروضَنا وأمرتَ عيبًا 
فهذا العيبُ من كثرِ الزُحافِ

مرضتُ بحبِّهِ فازدادَ قلبي 
على عجلٍ بتكثارِ الرٌعافِ

فكنتَ الثقلَ في المهجاتِ دومًا
فصرتَ اليوم من ضمنِ الخفافِ

وقفتَ بأحرفي تزدانُ حسنًا
فكنتَ الحسنَ في كلٍّ القوافي

فمبتهجٌ بوزن البيتِ حاءُ
ومنتعشٌ على الأبياتِ قافي

كشفتُ الحبَّ من ريمٍ تصدّت
بنظراتٍ فزادت بانكشافِ

سقيتَ القلبَ من كأسٍ شغوفٍ
فمالَ الحبُّ من غيرِ السلافِ

عزيزَ الروحِ قد بتنا بخمصٍ
فأوفي الكيلَ للهُزلِ العجافِ

فما تكفي اللواحظُ أو تداوي 
فقد عشنا بما دونَ الكَفافِ

تصورنا على حبِّ وودِّ
فكنت النجمَ في هذا الغلافِ

وكنت الينعَ في زرعٍ وغرسٍ
وكنت الحلوَ من بينِ القطافِ

شَرِبنا الرنقَ من قطعٍ ومنعٍ
ولو تسقي هنا بعضَ التصافي

فعفَّ الحبُّ في زمنِ التصابي 
فأُلزمنا على ذاكَ العفافِ

يلفُّ القلبُ من بُردِ الصبايا 
فيغدو هائمًا وسطَ اللُفافِ

يقودُ القلبَ في عتمِ الليالي 
ويُمسكُ هائمًا كلَّ الدفافِ

أما يكفي ويستكفي تراحٌ
فقد مالت على ألفي وكافي

مرضتُ اليومَ من بُعدٍ وهجرٍ
فهل تدعو لنا بعضَ التشافي

جعلتُ النجمَ يرقصُ في الثريّا 
ويرقصُ عاشقًا دون اصطفافِ

أيُستفتى لحكمِ الوصلِ عاتٍ
فكيف البرأُ من حكم السوافي

صرفتُ العمرَ في حذو الغواني 
فلم تأمر سوى بدءِ انصرافي

أتصفحُ ياحبيبي اليومَ عنّي 
فميثاقُ الهوى عندَ الصحافِ

أملتفتٌ لما يجري علينا 
سوى ندمٍ يجيءُ على التفافي

تناغمنا لبعضِ الوقتِ لكن 
شعرتُ اليومَ من دونِ إئتلافِ

تخاريفُ الهوى فإلى خريفٍ
فلن ترعى به غيرُ الخرافِ

سأبقى بارزًا في حرِّ شمسٍ
وأقصدُه على رغمِ الفيافي

كفى ياصاحبي إنّ المنايا 
إذا جاءت فلا تعدو انكفافي 

خسرتُ ودادَهُ وخسرتُ قلبًا 
فمن بعدِ الهوى ينوي اختطافي

بغيرِ الحبٍّ لم أركب سفينًا
فهذا القلبُ لو تلقاهُ حافي

أيوقظني على الاشجانِ تيمٌ
ولكن في مودتهِ التغافي

ومن بعدِ الهوى بردٌّ وردٌّ
فصرُّ الهجرِ صرُّ غيرُ دافي

ترانا كالشموسِ إذا كُسفنا 
فأنتَ المستحي بعد انكسافي

بقلم سيد حميد من بحر الوافر 
الخميس / ١٨ / ٢/ ٢٠٢٠

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دعوتك يامولاي