لقاء وافتراق


حديثُ العاشقينَ غدا شَجِيّا
وصارَ الخدُّ مِنْ دمعٍ نَدِيّا
…………………………….
رأيتُ النورَ في وجهِ الحبيبِ
كشمسٍ مزقتْ سِترَ المغيبِ
وهب الريحُ من مسكٍ وطيبِ
فقلتُ بلهفةٍ نِعمَ المُحَيّا
بمَنْ بوِصالِهِ عِشتُ الهَنيا

سُرِرْتُ بصاحِبِ الوَجْهِ البَشوشِ
يُقيدُني بتَحريكِ الرُّموشِ
وفي قلبي لهُ أحْلى العُروشِ
وكُنتُ لِحُبهِ دَوماً وَفيّا
ومِنْ هِجرانِهِ أحْيا شَقيّا

يبادلني الحديث عن الهيام  
ويملأ خافقي كاسُ الغرامِ
فنلتُ بقربه حُسنَ المَقامِ
وعودي قد غَدا غَضّاً طَريّا
وذُقنا لَذّةَ اللقيا مَليّا

أشُمُّ بضَمِّهِ عِطرَ الوُرودِ
فأنسى قُربَهُ كلَّ الوُجودِ
وبِتُّ أخافُ مِنْ عَينِ الحَقودِ
يكيدُ بغَدرِهِ كَيداً خَفيّا
ونَظرَةُ حِقدِهِ بانَتْ جَليّا

أتتْني مِنهُ أخبارٌ تَوالَتْ
وأبواقُ الشماتةِ قد تَعالَتْ
وشاعَ الهَزْج ما قلنا وقالَتْ
وصارَ القلبُ من شوقٍ أسيّا 
فمجنونُ الهوى وأنا سَويّا

تَفَرَّقنا وكلٌّ في طريقِ
وصدري باتَ في غَمٕ وضِيقِ
وأشهقُ زفْرَتي مثْلُ الغريقِ
على مَنْ كانَ يوماً بي حَفيّا
وذِكرٌ لم يزَلْ في النفسِ حَيّا

تعانِدُني الخُطوبُ ولستُ أدري
فهلْ عندَ الأحبةِ قلَّ قَدْري
فمالي في الهوى ضَيَّعتُ عُمري
وكنتُ عزيزهم يُؤوى ٳليّا
وصِرتُ الآن منبوذاً قَصيّا
خليل الشرابي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دعوتك يامولاي