تُرَاثُ أبِي


أَبِي أَوْرَثْتَنِي حُلْوَ السَّجَايَا
فَحَقَّاً كُنْتَ بَدْرَاً فِي سَمَايَا

فَكَمْ عَلَّمْتَنِي وَمَلَأْتَ رُوحِي
بِحُبِّ الخَيرِ فِي كُلِّ الزَّوَايَا !

وَكَمْ كُنْتَ الكَرِيمَ بِلَا حِسَابٍ !
وَلَمْ تَبْخَلْ عَلَينَا بِالعَطَايَا

حَفِظْتَ لِكُلِّ ذِى قُرْبَى مَقَامَاً
وَأَدَّيتَ الأَمَانَةَ والوَصَايَا

بِحَقٍّ كُنْتَ مِفْضَالَاً تَقِيَّاً
بَعِيدَاً عَنْ مُقَارَفَةِ الخَطَايَا

جَزَاكَ اللَّهُ عَنَّا كُلَّ خَيرٍ
وَأَسْكَنَكَ الجِنَانَ وَذَا دُعَايَا

تَرَكْتَ بِهَذِهِ الدُّنْيَا تُرَاثَاً
وَأَنْجَبْتَ الرِّجَالَ كَذَا الصَّبَايَا

بَدَأْتَ الرِّحْلَةَ الغَرَّاءَ تَمْضِي
بِإيمَانٍ فَأَنْعِمْ بِالهَدَايَا

وَذَاكَ مُحَمَّدٌ شَهْمٌ سَمِيٌّ
لِخَيرِ الخَلْقِ مِصْبَاحِ البَرَايَا

كَذَا إسْلَامُ عِشْقُكَ حَيثُ كَانَتْ
مِنَ الأَبْرَارِ مُخْلِصَةَ النَّوَايَا

وَإبْرَاهِيمُ مَحْبُوبٌ وَرَمْزٌ
حَوَى مِنْ كُلِّ أَلْوانِ المَزَايَا

وَتِلكَ حَبِيبَتِي أَمَلٌ تَجَلَّتْ
كَنُورِ الفَجْرِ تُشْرِقُ فِي صِبَايَا

وَهَأنَذَا أَتَيتُ لِكَي أُغَنِّي
نَشِيدَ الحُبِّ فِي وَجْهِ المَرَايَا

وَمَحْمُودٌ لَهُ فِي القَلْبِ قَدْرٌ
فَذَا سَنَدِي إذَا هَدَرَتْ بَلَايَا

وَيَبْقَى فِي الفُؤَادِ فَتَىً قَوِيٌّ
أَخِي عَبْدُ الحَلِيمِ بِهِ شِفَايَا

عَظِيمُ القَدْرِ ذُو عِلْمٍ غَزِيرٍ
شَدِيدُ البَأْسِ حَلَالُ القَضَايَا

دَعَوتُ اللَّهَ مِنْ أَعْمَاقِ قَلْبِي
يُجَنِّبُ إخْوَتِي شَرَّ الرَّزَايَا

أَبِي ذِكْرَاكَ فِي الأَعْمَاقِ تَسْرِي
وَحُبُّكَ سَاكِنٌ بَينَ الحَنَايَا

      #الشاعر_أحمد_نصر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دعوتك يامولاي