همساتي
أطلّتْ شهقةٌ كالريحِ تَذْرُوا
رمادَ الصدرِ إذْ أعياهُ صبرُ
و حلّتْ دمعةٌ في القلبِ حَرَّى
كأنَّ بِقَطْرِهَا قدْ شَبَّ جمرُ
أذابتْ شمعَ روحي من سُهادٍ
يُناجي ليلَهُ المأسورَ فجرُ
أَ طَيْفاً زارني و الشوق يسعى
لزهر الياسمينِ كساهُ سحرُ
فألقَى من عيونِ الرِّئْمِ سهمًا
أصابَ حُشاشتِي و انشَقَّ صدرُ
ربيعٌ في الخدود غزاه وردٌ
و جيدُ لُجينها أغواه تِبرُ
أزاحت غيمةً عن ثغرِ شهدٍ
فلاحَ من الجنى برقٌ و درُّ
و كشح هين كالبان غضٌ
تَدلَّى فوقه عِهْنٌ و تمرُ
تهادتْ في الفؤاد ملاكَ شوقٍ
فشقّتْ نبضه إذ فاع عطرُ
و ضاعت في الحشا ليلا دجيّا
فذاعت هالةٌ و اختال بدرُ
أطلّت شهقتي كالموج تَتْرَى
يُهدهِدُ شَطَّها بالدمع بحرُ
و روحي في مَدَى كأسِ اشتياقي
سلافٌ هائمٌ في القاعِ ...سُؤْرُ
شربتُ إلى الثّمالة هل تُراهُ
يُطَبِّبُ لوعةَ المَصْدُورِ سُكْرُ ؟!
و ما ذُقتُ المعتَّقَ من وصالٍ
و لكنْ ... دمعةُ المشتاقِ خَمْرُ .
تعليقات
إرسال تعليق