همساتي


أطلّتْ شهقةٌ كالريحِ تَذْرُوا 
رمادَ الصدرِ إذْ أعياهُ صبرُ 

و حلّتْ دمعةٌ في القلبِ حَرَّى
كأنَّ بِقَطْرِهَا قدْ شَبَّ جمرُ

أذابتْ شمعَ روحي من سُهادٍ
يُناجي ليلَهُ المأسورَ فجرُ

أَ طَيْفاً زارني و الشوق يسعى  
لزهر الياسمينِ كساهُ سحرُ

فألقَى من عيونِ الرِّئْمِ سهمًا 
أصابَ حُشاشتِي و انشَقَّ صدرُ   

ربيعٌ في الخدود غزاه وردٌ
و جيدُ لُجينها أغواه  تِبرُ

أزاحت غيمةً عن ثغرِ شهدٍ  
فلاحَ  من الجنى برقٌ و درُّ

و كشح هين كالبان غضٌ
تَدلَّى فوقه عِهْنٌ و تمرُ

تهادتْ في الفؤاد ملاكَ شوقٍ
فشقّتْ نبضه إذ فاع عطرُ

و ضاعت في الحشا ليلا دجيّا
فذاعت هالةٌ و اختال بدرُ

أطلّت شهقتي كالموج تَتْرَى 
يُهدهِدُ شَطَّها بالدمع بحرُ

و روحي في مَدَى كأسِ اشتياقي
سلافٌ هائمٌ في القاعِ ...سُؤْرُ

شربتُ إلى الثّمالة هل تُراهُ
 يُطَبِّبُ لوعةَ المَصْدُورِ سُكْرُ ؟! 

و ما ذُقتُ المعتَّقَ من وصالٍ
و لكنْ ... دمعةُ المشتاقِ خَمْرُ .

                     محفوظ مارس

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دعوتك يامولاي