رثاء ضرسي

رِثَاءُ ضِرْسِي... (من ذكياتي أثناء إعارة في بلد عربيّ)
رَفِيـقَ الثَّـغْرِ مُنْـذُ بَدَا شَـبَـابِي
وشَـاهِــدَ فَـرْحَـةِ الـدُّنْيَـا بِبَـابِي
وعَالِـمَ مَا أُذِيـعَ عَـلـى لِسَـانِي
وصَـوْلَةَ خَاطِـري وشَجَا عَذَابِي
تُـغَـادِرُنِي وقَـدْ بَـرَقَتْ بِـرَأْسِي
سَوَاطِعُ لِلْمَشِيبِ عَلَى الشَّبَابِ.
تَـرَكْــتَ فَـمًـا أَظَـلَّـكَ أَرْبَـعِـيـنَ
وزِدْتَ ثَلَاثَةً فَـوْقَ الحِـسَابِ.
أَتَـتْـرُكُنِي بِــأَرْضٍ كُـنْـتُ فِـيـهَــا
غَرِيبَ الدَّارِ، مُنْعَدِمَ الصِّحَـابِ
وتُــدْفَــنُ في تُـرابٍ لَسْتَ مِنْـهُ
وتَـذْكُــرُ فِــيـه أَيَّـــامَ الـعَــــذَابِ
أَضِرْسَ "العَقْلِ"، أَيْنَ حِجَاك لَمَّا
تَـرَكْتَ فَمِـي بِـدَارِ الاِغْتِـــرَابِ؟
أَضَـرَّك أَنَّــنِـي أُلْـجِـمْـتُ حَــتَّـى
تَـخَفَّى القَوْلُ مِنِّـي عَنْ نِخَــابِي؟
وأَنِّي لَسْتُ نَـاطِقَ قَوْل حَـقٍّ؟
لَقَدْ لُبِسَ الظَّلَامُ على الصَّـوَابِ
لَقَـدْ ظُلِـمَ الكَـلَامُ وصَارَ مِثْلِي
سَلِيبَ الضِّـرْسِ مُـتَّهَمًا بِـنَـابِ.
ومَن يَـقُلِ الـحَقِـيـقَةَ في زَمَانِي
سَيُـرْمَى بالـجَهَـالةِ والـسِّبَــابِ
ويُــتَّـهَـمُ الــغَـدَاةَ بِكُـلِّ سُـوءٍ
وللـقَـانُـونِ فِـيـهِ أَلْـفُ بَـــابِ...
فَحَسْبِي غُرْبَتِي والشِّـعْـرُ أُنْسِي
وحَـسْبِـي أَنَّنِـي أَشْـكُوكَ مَـا بِـي.
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)
خواطر: ديوان الجدّ والهزل.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دعوتك يامولاي