شكرا لظلمك

قصيدة« شكراً لظلمك»
                   «من الشعر الحر»
الشّكرُ يا من ماتَ قَلبي في يدَيكِ
ماعُدتُ في شَوقٍ إلَيكِ.. 
شكراً فقد حَرّرتِنِي..، وكسرتِ قيداً شَدّني.. 
وارتحتُ من قلَقي.. ومن أرَقي.. 
ومن خوفِي عَليكِ

ما جنَّ قلبي فيكِ لكن.. 
ماتَ قَبلَ جُنُونِهِ.. 

ما عادَ لي قلبٌ سَأبكي مثلَمَا.. 
 يبكي بكُلِّ حَنِينِهِ وَأنِينِهِ.. 

شكراً إليكِ فإنَّنِي.. 
ما عدتُ في شَغَفٍ 
ولا لَهَفٍ
ولا شوقٍ إليكِ

الشكرُ يا تِلكَ الّتي.. 
كَم كُنتُ قَد أدمَنتُ أنظُر مُقلَتَيكِ 
أدمَنتُهُنَّ جَهَالَةً..
وَعَشِقتُهُنَّ بَرَاءَةً..
وَحَفِظتُهُنَّ أَمَانَةً..
وتركتُ قلبي نائِماً.. يغفُو ويصحُو في يَدَيكِ

فقَتَلتِ قَلبَاً مُطمَئِنَّاً، آمِنَاً..
قد نامَ مَسرُورَاً بِقُربِكِ ساكِناً..
لم يدرِ قلبي كَونَ قَلبُكِ خائِنَاً..
بِبَرَاءَةٍ..
لم يدرِ قلبي ما الّذي يلقى لَدَيكِ 

لم يدرِ مثلي، حِينَمَا.. 
لم أدرِ ما ألقَى، وما..
سيَكُونُ مِنكِ، وإنّما.. 
أبصَرتُ فِيكِ المُنتَمى، ولَقِيتُ ما أهواهُ فِيكِ

لم أدرِ أنّكِ عِندما.. 
ألْفَيتُ عِندَكِ كلما.. 
يروِي الفؤادَ من الضّمَى.. 
ألقَيتِ في عينِي العَمَى.. 
فرَأيتُ فيكِ الأنجُمَا.. 
والبدرُ جاءَ من السّمَا.. وَهَوَى إلَيكِ 

وظَنَنتُ قَلبَكِ راحِما 
والخير جنبك قائما 
أفنَى الشُّرورَ وأعدَما
لم أدرِ أنّ الغدرَ فيكِ مجَسّما
أو أنّ قلبَكِ ظالِمٌ.. أو أنْ تكُوني الأظلَمَا
لكنّني أدركتُ ذلكَ بعدَما..
فاتَ الأوانُ لكي أُلَملِمَ ما تبقّى من قُلَيبٍ يحتوِيكِ

قلبي الذي مزّقتِهِ.. وعبثتِ في أشلائهِ
وتركتِهِ بين الدماءِ مُضَرَّجَاً بدمائِهِ
وتحنَّأتْ كفَّاكِ من تلكَ الدِّماءِ 
وحنَّأتْ كفَّاكِ بالدَّمِ راحتَيكِ

أسَفي ويا أسَفي على.. 
قلبي الذي عاشَ الحياةَ لِيَلتَقِيكِ

وقتلتِهِ..
شكراً..فقد أحسنتِ فيهِ القتلَ حينَ قتلتِهِ..
وذبحتِهِ..
شكراً.. فقد أحسنتِ حينَ ذبحتِهِ..
فأرَحتِهِ..
ما حسَّ غيرَ بشفرةٍ أعدَدتِّهَا لِمَمَاتِهِ..
أو حدٍّها ذاكَ الذي حدَّدتِهِ..
وبرحمةٍ..
وبرأفةٍ..
وبرقَّةٍ.. بوتِينِهِ مرَّرتِهِ...
فأمَتِّهِ.
ما أجملَ الموتَ اللّطِيفَ إذا بَسَطتِ لهُ يَدَيكِ لِكَي يموتَ وساعِدَيكِ.

ﻭﺍﺋﻞ ﻓﺆﺍﺩ الكمالي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دعوتك يامولاي