الفرعون الأكبر
أوطانك تصغر في دمنا
لتغادر فيها الأرواح
ويشيخ الصمت على فمنا
وتعرش فيه الأتراح
كم ساء الأمس إلى غدنا
مارجعوا منه ولاراحوا
في إثر الأحزان الكبرى
غدرا تغتال الأفراح
لاتلبس أثوابك تعرى
فالعار بطبعك فضاح
لاتوقد جذواتك حتى
يتشاوف فيك المصباح
ثرواتك تجتاز المرعى
إن يشدو طير صداح
فلتخرم أصواتك أذني
مازهر فيك التفاح
لتغير خارطة الدنيا
تهطالك مطر فواح
مأساتك أنك لاتدري
أنك في ضعفك تجتاج
في زندك ثورات شتى
والقبض ينفرها الراح
في سيفك تلجم ألسنة
في سيفك جهل دباح
قد نشرب كأسك في نشوى
إنا بالنشوة تنساح
لن يبصر حاضرك الأعمى
بعماك الآخر يرتاح
أهدتك الذكرى أشرعة
لتغرب فيك المصباح
ها أنت وشعبك لا مثوى
قد جر إليك السفاح
أحبابا والدنيا سكرى
والنهر المارق نضاح
يحتاج المرء إلى الذكرى
والثلج الأصفر لفاح
يتبختر في نصل السكين
لكأن الخد بها ساح
من يكسب فيها لايشقى
لاتمرع فيه الأرباح
هل جالت أنياب الأفعى؟
ما اختالت فينا الأشباح
قد أمسى الشعب بلا مأوى
فالأمة دمع ينساح
ببحارك أشواق الماضي
وعليها دمعك ملاح
لن تكسر أقفالك أبدا
في صرمك غل المفتاح
قالت : خيباتك ياولدي
قالت:
قالت : في الصوت المبحوح
مدرسة كبرى وشروح
من يتعثر فيها ينسى أن
العقل هو المسفوح
في خيمتنا الأنثى فراش
لايفتأ بالأسرار يبوح
مابعد عيونك تلقاني
في دجلة والنحل يسوح
بخلاف التذكرة الأولى
ستغادر ياولدي سرا
وتكور إسمك في دفتر
وتجيء الأعلام الزرقاء
بمبادرة أخرى وطروح
بخلاف التذكرة الأولى
ستجرد من ذاتك أكثر
وتذوب ملحك في السكر
من دلتا النيل إلى بردى
آلهة نصبها العسكر
لاتخش الغدر بمن تقوى؟
ياولدي في ضهرك خنجر
ياولدي قد كان الدرب إذا
تمشي أخضررر
من أهداك الموت الأول
فالقاتل أبدا لايظهر
لايأكل من أكل الناس
لازيت يذوق ولازعتر
في عرف الشيخ المعصوم
إن شاء الله وإن قدر
الأنثى محرمة بيضاء
دائرة من دم أحمر
الأنثى شرش ولحاء
والسلطة بالأبيض أجدر
الهيئة تحكمنا جهلا
لاناطور يمنع
لامختار يشبع
لاشرطة تحرس
لامخفر
لا أفرع أمن لاجيش
لاهلل خوفا لاكبر
يامن بالحزن تداركنا
إنجازاتك فينا أشهر
يامن بالخوف تداركنا
أحزان الكون بنا أكبر
سدد ماشئت من النيران
لن نخجل من ضعفك إنا
نحتاجك في وطن أصغر
من عين الطير وترصده
في بطن الفرعون
الأكبر.....
أحمد عبدالله....
تعليقات
إرسال تعليق