يادارُ

يا دارَ من شُغلَ الفؤاد بِحُبها
صَبَّحتُها بِتَحِيَّةٍ وسَلامِ
وَوَقفتُ فيها ساعةً مُسْتذكِراً
حَُّباً مضى في سالفِ الأيامِ
أطلالُها فوقَ الأديم تهدَّمتْ
وتناثَرَتْ في رَبعِها المُتَرامي
أمسَتْ خراباً لا انيسَ بِأرْضِها
وكأنَّها لَيستْ بِدارِ مُقامِ
ناجيتُها حتى أُخفِّفَ حُزنها
لكنَّها لم تَستمعْ لِكلامي
وسألتُها  ماذا جرى من بَعدِنا
من بَعدِ أيامِ الصِّبا وغَرامي
هلْ تُخبريني عنِ الربابِ وأهلِها
عنْ  قِصَّةٍ مرَّتْ كما الأحلامِ
الدَّهرُ فرَّقَ  بَيننا  بقَساوةٍ
وتفرقَ الحَيَّانِ من أعوامِ
وانا الذي أغشى المَنامَ تَكلُّفاً
لِيمُرَّ ذاك الطَّيفُ  في أحلامي
عَلِّي أراهَا  في المَنامِ تزورُني
اشكو  لَها  من لوعتي وهُيامي
اشكو لها  ألَمَ الفِراقِ وبُعدِها
قد زادَ وَجدُ الشَّوقِ في إيلامي
لكنَّها الأحلامُ  لا نفعاً بها
ما نَفعُ وَصلٍ كانَ بالأوهامِ
والآنَ أَقفُ على الرُّسومِ تَحسُّراً
مادَِتْ على تلكَ الُربا أقدامي
والعَينُ تَحرِقُ وَجْنتي بِدموعِها
والهَجرُ أوهنَ  قوَّتي وعِظامي 
يا راحيلنَ  إلى الدِّيارِ  ترَيَّثوا
وخُذوا إلى تِلكَ الرُّبوعِ سلامي
وَلْتُخْبِروها أنني لمْ أنسَها
حتى يَحينَ على الوُجودِ حِمامي

شعر محمد السلطي 
ديوان قيثارة الأشجان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دعوتك يامولاي