هربتْ هروبَ العائذينَ ببابهِ
وتمترستْ بدعائها لجنابهِ
فهو الذي اعطاهٌ حسناً فاتناً
وهو الذي أغرى الهوى بشبابهِ
ولمنْ له الودُّ المضمخُ بالندى
عندَ الشهودِ وإن نأى بغيابهِ
ولقدْ تعثرَ بالشفاهِ تلهفاً
كتعثرِ الاعمى بفضلِ ثيابهِ
ترك الصديعَ مفجعاً نهبَ الجوى
في موجةِ النسيانِ رهنَ نحابهِ
وتوضأَ العشقُ الدفينُ بحزنهِ
يشكو الى ربِّ البريةِ ما بهِ
دلفتْ الى وكرِ المودةِ كالمها
سمراءُ يقضمها الجمالُ بنابهِ
وتكورتْ من زمهريرِ سنينها
كتكورِ المقرورِ بينَ صحابهِ
وتلعثمتْ من وسوساتِ حيائها
كتلعثمِ الجاني بهتك خطابهِ
تتحزمُ الوصلَ الشحيحِ بشالها
وتخافُ من قابيلَ نعبَ غرابهِ
طللٌ من الاحباطِ أثقلَ همزها
من مسِّ أوتارِ الصبا بربابهِ
فكانها الخنساءُ تندبُ صخرَها
وتلوذُ من سيفِ الجوى بقرابهِ
قالتْ وقدْ مسّ الشغافُ نحيبهُ
هلْ من عفيفٍ أحتمي برحابهِ
فتحركتْ قيمُ الشهامةِ والنهى
وتوفزتْ شمماً طغى بلبابهِ
ودبتْ دبيبَ الزاحفاتِ بحسهِ
ليغيثها بحنينهِ وعتابهِ
وتأبطَ الصبرَ الجميلَ من التقى
ليردّه تبراً لحقِّ نصابهِ
ولكلِّ حيٍّ في الحياةِ نصيبُهُ
ويجئ في الاخرى بقيدِ حسابهِ
واذا تداركَ قبلَ حفرةِ قبرهِ
ليتوبَ...من ذنبٍ نجا بمتابهِ
ويصرُّ منكوسُ السريرةِ جاخياً
حتى يوسد خدهُ بترابهِ
ولضمةِ القبرِ الرهيبةِ حقُّها
ولكل غاوٍ شاهدٌ بعذابهِ
ولمنْ تهجدَ في القيامِ تبتلاً
قبرٌ يضئُ على المدى بثوابهِ
سننُ الحكيمِ تقدستْ أسماؤهُ
تعليقات
إرسال تعليق