قد إستباح الذئب قطعاني واوجعني
وأذاقني ما كنتُ أخشى مِن الإذعاقِ
تفرعت الدروب في أغلال واشتبكت
وأنا هنا لقد عجزتُ بأن أفك وثاقي
لا صبر لي وأنا طيرٌ حر في قفصي
وأضلعي هاهنا تشويه جمر وجاقي
لقد وصيت خيراً بــ الأقدار تأخذني
وأخذتني إلا ما غضيتُ عنه أحداقي
قطفتُ زهر فجري وفي شبهِ الدُجى
لكي أرى خلفَ الدُجى نسمة الإشراقِ
لكنه تذابل زهري واحتوى فيه الجفاء
وغابَ عن غلتي وغلة زهري الساقي
كنتُ أغار على نفسي من هول الردى
ومن يومٌ تلتف فيه الساق بـــ الساقِ
وأما الآن ماعدتُ أطمحُ إلا لــ الردى
لأنهُ وحده مِن طموحي كلها باقي
تبرمت سبل الحياة وماتت رغبتي
وتاهت خطوتي لقد فنا كل عشَّاقِ
فروحي لم تعد روحي وكبدي مثلها
وأنا لستُ أنا ولستُ أنا بذاك الراقي
وما أظن بأنكما ترونني هنا أُكلمكم
فإن تروني هنا تكلمي وجيه رفاقي
وما أنا الا رفاةٌ في سكون مضجعه
وريحٍ مِن الآفاق تحملني إلى الآفآقِ
أسمع الموت يدعوني ويفهر له دمي
ورائحةٍ له تضل بــ هجعتي ومذاقي
وكأنه يقول أنت أُريدُ أنت يا شجني
يروعني وترويعه غاص في أعماقي
فليس هُناكَ مَن تحملهُ إليَّ شجونه
وليس لي أحدٌ قد يخافُ يوم فراقي
عشتُ الحياة ما هي إلا سجنٌ مظلمٌ
وما بهى سوى السجان في يده وثاقي
وقضيتُ شبابي خلفَ قضبان الحياة
إذا خرجتُ منه ليس يعرفني رفاقي
فأين أذهب ليس هُناكَ من سيعرفني
وليس هُناكَ من يقوم تلهفً لــ عناقي
قد طال شوقي وكل الأرض ترفضني
والموت يطلبني بلهفة ـــــ> المشتاقِ
يريد يفني روحي والأمس قد فُنيت
وما هنى سوى رفاتي والهدوء بواقي
وها أنا واقفٌ على رمسي بــ ضفته
أُجدي النحيب عليه والدموع سواقي
إلهي هذا عبدُكَ المرحوم منا قد فنى
فغفر ذنوبه ما كآن يا الله عبدٌ عآقِ
وابدله دنيا خيرٌ من الدنيا ومقطنها
واشفق عليه كآن يرجو ذلك الإشفاقِ
صمتي هاهنا ومن تحت التراب أنا
لا تعلمو أنني في نهر أم في جآقي
ويا ربي أهذا الحصن حقاً لي أنا
وهل هاؤلاء بنات الحور من عشَّاقِ
وهل لي ما أدَّعي ما شئتُ حقاً ها هنا
بلا ريبٍ لكَ أنت دون أي نفاقي
أنا في غفلةٍ أم ذقتُ صلصال الشوى
عبثٌ مجيئ لم أرى هُناك شيء لاقِ
أم أنها أضغاث أحلام على ما رام لي
ورفاة حلمٌ جرني ماله مِن وآقي
أم أن قلبي قد شرب الصبابة يرتوي
وهام حباً حائراً بشيء غير مُطاقي
لا شيء يبدو كما احتارت به حلمي
وليس يوجد حوراً هُنا وكأس دهآقِ
تعليقات
إرسال تعليق